منتدى الهقار الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الهقار الثقافي

منتدى ثقافي إجتماعي علمي ثقافي معلوماتي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المصطلح اللغوي في اللهجات العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تلميذ
عــضو جـــديــــد
عــضو جـــديــــد
تلميذ


مساهماتـي : 1
ذكر
العــمل : : مبدع
نقاط التميز : 10329

المصطلح اللغوي في اللهجات العربية  Empty
مُساهمةموضوع: المصطلح اللغوي في اللهجات العربية    المصطلح اللغوي في اللهجات العربية  Emptyالخميس 15 سبتمبر - 9:55


الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين: قامت لجنة اللهجات بجمع اللهجات العربية القديمة من ( لسان العرب )، وصنّفت المادة المجموعة بطريقة تيسّر على الباحثين الانتفاع بها، فوضعت ما نسبه اللسان منها إلى كل قبيلة على انفراد ، وبهذا أصبح من الميسور الرجوع إلى ما يتصل بلهجة كل قبيلة على حدة، ثم أعادت تصنيف ما يتصل بالقبيلة الواحدة وفقًا لمستويات اللغة بالترتيب الآتي:
ما يتصل منها بعلم الأصوات، ثم ما يتصل بعلم الصرف، ثم ما يتصل بعلم النحو، وفي النهاية ما يتصل بعلم المعاجم ( متن اللغة ).
وقد اختارت اللجنة مجموعة من كتب اللغة والقراءات والنحو والصرف لتستخرج منها اللهجات العربية القديمة بالطريقة السابقة، وقد وجدت اللجنة أن هذا العمل سوف يعطي للباحثين مادة لغوية وفيرة عن هذه اللهجات تكفي لتقديم صورة قريبة إلى الواقع اللغوي لهذه الظواهر التي وصفها القدماء .
وقد وجدت اللجنة في هذه المرحلة من الجمع والتصنيف أن الحاجة ماسة إلى بيان المقصود من عديد من المصطلحات التي تتردد كثيرًا حين الحديث عن لهجة من اللهجات، فرأت أن تجمع هذه المصطلحات وتعرّف بها، ومنها:
- ما يتصل بالجانب الصوتي نحو: التلتلة ، العجعجة، الكسكسة … الخ .
- ما يتصل بالجغرافيا اللغوية نحو: أهل الحاضرة، أهل البادية، أهل السواد " ... إلخ .
- ما يتصل بعيوب النطق نحو اللثغة، الفأفأة، اللكنة … الخ


ــــــــــــــ
(*) قدَّمتها لجنة اللهجات، وعرضت على مجلس المجمع في الدورة الحادية والأربعين، بالجلسة الثلاثين، في 14 من فبراير سنة 1975، وعرضت على مؤتمر الدورة نفسها، الجلسة التاسعة، في 8 من مارس سنة 1975، وتولى عرضها على مؤتمر المجمع، خبيرا اللجنة: الأستاذ بخاطره الشافعي، والدكتور عبد الصبور شاهين. ودارت حولها مناقشات مثبته بمحاضر الجلسات.
- ما يتصل بالأحكام التي أطلقها القدماء على الظواهر اللغوية للهجات، نحو: لغة رديئة، لغة جيدة، لغة عالية، لغة فصيحة … الخ
وقد بدأت اللجنة بالجانب الصوتي، وراعت عند تقديمه إليكم ما يأتي:
1- التعريف بالمصطلح من الناحية اللغوية، ما دعت الفائدة إلى ذلك.
2- التعريف بالمصطلح من الناحية الاصطلاحية – كما عرفه اللغويون القدامى.
3- إسناد الظاهرة إلى القبائل التي توجد فيها.
4- مناقشة الآراء المختلفة التي قدمها اللغويون عن تفسير الظواهر المدروسة.
5- الاهتمام بما يشابه الظاهرة من اللغات السامية القديمة.
6- التعرف على ما يتصل بهذه الظاهرة من اللهجات العربية المعاصرة.
7- تقديم التفسير اللغوي الحديث.
* الدكتور إبراهيم مدكور: هل لديكم ملاحظات على المذكرة؟
* الأستاذ سعيد الأفغاني: هل يمكن أن نقول " متن اللغة " بدلاً من " علم المعاجم "، وأن نقول " المناطق اللغوية " بدلاً من " الجغرافيا اللغوية " ؟
* الدكتور إبراهيم مدكور:" علم المعاجم " مصطلح يراد به مقاصد لغوية كثيرة لا يؤديها التعبيـر المقترح، كما أن " الجغرافيا اللغوية " لها مدلولات خاصة كفرع من فروع علم اللغة .
* الأستاذ سعيد الأفغاني : أود أن أذكر أن الخطة التي وضعتها اللجنة لعملها جادة وعميقة، والزمن كفيل أن يحكم لها؛ لأن جمع ما يتصل بكل قبيلة من ظواهر لغوية عمل بالغ الخطورة، فيما يتصل بدراسة اللهجات العربية .
ثم نوقش ما يلي:
1- التلتلة :
في اللغة: التحريك والإقلاق والزعزعة والزلزلة، وفي الاصطلاح – على الرأي الشائع – كسر تاء المضارعة. وقد اختلف اللغويون في المقصود بها، فيرى (الحريري): أنها كسر حروف المضارعة، ويرى ( شهاب الدين الخفاجي ) أن بني الأخيل يكسرون حروف المضارعة ما عدا الألف، ويرى ( البغدادي ) أنها كسر حروف المضارعة ما عدا الياء. ويرى ( ابن يعيش ) أنها خاصة بالفعل إذا كان على فَعل يَفْعَل.
ويختلف اللغويون كذلك في نسبتها إلى القبائل العربية، فيرى ( الفراء ) أن قريشًا تفتح، وأسد وغيرهم يكسرون، ويرى أبو عمرو أن الكسر لغة قيس وتميم وأسد وربيعة وعامة العرب، والفتح لغة أهل الحجاز وقوم من أعجاز هوازن وأزد السراة وبعض هذيل، وينسب ( أبو حيان ) الفتح إلى الحجاز، والكسر إلى قيس وتميم وأسد وربيعة، وقد نسبها اللسان إلى بهراء وبهذه التسمية عرفت .
وقد وردت بعض القراءات القرآنية على هذه اللهجة، فيروي ( أبو حيان ) في قوله تعالى : ] إياك نعبد وإياك نستعين [ الفتح في الفعلين " نعبد ونستعين " على لغة أهل الحجاز، ويذكر أنها لغة الجمهور، والكسر على لغة غيرهم، وهي قراءة عبيد الله بن عمير الليثي وزرّ بن حبيش، ويحيى بن وثاب، والنخعي، والأعمش .
وقد رويت آيات أخرى على هذه اللهجة في غير النون من حروف المضارعة، مثل قوله تعالى: ] مالك لاتيمنا على يوسف [، وقوله: ]فإنهم ييلمون كما تيلمون[ وقوله: ] فكيف إيسى على قوم كافرين [.
ويلاحظ أن بعض اللهجات العربية الحديثة، في مصر وبعض جهات فلسطين، تكسر هذه الحروف ما عدا الهمزة، وتفتح أو تضم أحيانًا في حالات خاصة لأسباب صوتية، وبعض اللهجات تفتح هذه الحروف، كما في السودان .
ويحسن الإشارة إلى أن من اللغات السامية ما تكسر هذه الحروف مثل: العبرية والسريانية والحبشية القديمة، ومنها ما يفتحها مثل: البابلية والأشورية والعربية الفصحى.

2- الشنشنة:
في اللغة (بكسر الشينين): الخليقة والسجية، ولا علاقة بين الاستعمال اللغوي للكلمة واستعمالها الاصطلاحي.
وفي الاصطلاح - على ما ذكر السيوطي –: جعل الكاف شينًا مطلقًا كـ " لبيش اللهم لبيش " : أي " لبيك " وينسبها إلى أهل اليمن .
وقد ورد وصف هذه الظاهرة لدى بعض السابقين على السيوطي دون استخدام هذا المصطلح، ومن هؤلاء: ابن فارس، والقلقشندي الذي قال: تبدل حمير كاف الخطاب شينًا معجمة فيقولون في " قلت لك " : " قلت لش ".
( انظر: الكشكشة )
وتفسير هذه الظاهرة من الناحية الصوتية أن مخرج الكاف قد تقدم قليلاً إلى وسط الحنك وهو مخرج الشين.
3- الطمطمانية :
في اللغة : العجمة. وفي الاصطلاح : إبدال لام التعريف ميمًا، مثال ذلك: " طاب امهواء " في: " طاب الهواء "، وفي الحديث الشريف:" ليس من امبر امصيام في امسفر " أي: " ليس من البر الصيام في السفر "، ومنه " يرمي ورائي بامسهم وامسلمة ".
وتنسب إلى حمير ونفر من طيئ. ومن المعروف أن أداة التعريف (الألف والميم) هي أداة التعريف على الإطلاق عند أهل اليمن وحمير وطيئ قديمًا.
وذهب ابن هشام إلى أن هذه اللغة مختصة بالأسماء التي لا تدغم لام التعريف في أولها نحو " غلام وكتاب " بخلاف " رجل وناس ".
ولا تزال هذه الظاهرة شائعة في اليمن في بعض جهات حماشد وأرحب وبني حشيش وبعض بلاد همدان وسحار من صعدة، وفي معظم مناطق تهامة، وهي بقية من بقايا اللهجة الحميرية أو السبئية القديمة.
ومن اليسير تفسير هذا التبادل بين اللام والميم في أداة التعريف، إذ إنهما من الأصوات المتوسطة المتقاربة في الصفات والمخارج.
4- العجعجة :
في اللغة: التصويت. وفي الاصطلاح: إبدال الياء المشددة والمخففة جيمًا، مثال ذلك: " أبو علج " في أبو علي " و " بالعشج " في " بالعشي " في قول الشاعر:
خالي عويف وأبو علجّ المطعمان الطعام بالعشجّ
ونحو " تميمج " في " تميمي " و " حجتج " في " حجتي " و " يأتيك بج " في " يأتيك بي ".
ويشترط بعض العلماء شرطين لهذا الإبدال، هما: الياء المشددة والوقف، ومتى خرج هذا الإبدال عن هذين الشرطين عدوه شاذًّا. ويعد (ابن عصفور) من العجعجة إبدال الجيم من الياء أيًّا كان موضع الياء من الكلمة، ومما ورد في ذلك: " أمسجت " في " أمسيت " و " إجَّل " في " إيَّل ".
وقد علل القدماء الإبدال في العجعجة بقول شارح شواهد أبي علي الفارسي: " إن ناسًا من العرب يبدلون من الياء جيمًا، لما كان الوقف على الحرف يخفيه، والإدغام فيه يقتضى الإظهار ويستدعيه، أبدلوا من الياء المشددة في الوقف الجيم، لأنها أبين، وهي قريبة من مخرجها ".
وهي لغة لقضاعة، وقد تنسب لناس من بني سعد، ومنهم من يصرح بأنها لغة طيئ وبعض أسد.
ولهذه الظاهرة تفسير صوتي يتلخص في أن كلاًّ من الياء والجيم العربية المعطشة ينتج مما بين مقدم اللسان وسقف الحنك، مع فارق وحيد هو أن الياء تصدر عن تضييق بين هذين العضوين، بينما تصدر الجيم عن إغلاق بينهما، أي أن صوت الجيم في الواقع هو صوت ياء مبالغ في تضييقه إلى درجة الغلق . ولهذا إذا وقف على الياء وهي مشددة – والتشديد كما نعلم يطيل الصوت ويحدث توترًا في أعضاء النطق – فإن مقدم اللسان قد لا يستطيع التوقف عند حدود صوت الياء، بل يستمر في اندفاعه نحو سقف الحنك إلى أن يصطدم به فيدخل في منطقة الجيم، ومعنى هذا أن صوت الياء لم يقلب جيمًا بل أضيفت إليه جيم معطشة.
ولهذه الظاهرة مثيل في نطق بعض المصريات، للكلمات التي تنتهي بصوت الياء، وإن كن يضفن إلى الياء جيمًا شامية (أي احتكاكية) فيقلن في "أوى" " أوج".
وقد وردت أمثلة بحدوث عكس هذه الظاهرة، أي قلب الجيم ياء، في بعض المواضع، نحو قول الشاعر:
إن لم يكن فيكن ظل ولا جنى فأبعدكن الله من شيراتِ
ومنه القراءة الشاذة: " ولا تقربا هذه الشّيرة ".
ويوجد هذا النطق على لسان أهل الكويت والخليج حديثًا فيقولون: "أنا ياى" في " أنا جاي "، و " لما يييي " في " لما ييجى " و " ريَّال " في " رجَّال ".
وتقترح اللجنة أن يطلق على هذه الظاهرة مصطلح " اليجيجة ".
5- العنعنة:
في الاصطلاح: إبدال العين من الهمزة المفتوحة، وهو إبدال سماعي، فإذا كُسِرت بقيت كما هي. وتقع في أول الكلمة، مثال ذلك :"عمَّا عَنْت" في " أما أنت" و " عن " في " أن " ، و" عَسْلم " في " أسلم " . وقد وردت في وسطها ، نحو " السعف " في " السأف " و " ذُعاف " في " ذؤاف " .
وقد وردت أحيانًا في آخرها نحو"الكُتعة " في " الكُتأة "، و " تكعكع " في " تكأكأ "..
وتنسب إلى تميم وقيس وقضاعة ومن جاورهم ، ولهذه الظاهرة أمثلة في لهجات البوادي في مصر، فيقولون: " اسعل عليّ " في " اسأل عليّ "، و " الجُرْعان" في " القرآن "، وبعض أهل الصعيد يقولون: " لع " في " لأ " و " سعل " في " سأل".
وتعرف اللغة التيجانية في شمال الحبشة – وهي من اللغات السامية - هذا اللون من الإبدال، فيقولون: " صَبَع " في " صَبَأ "، " وعربْعَ " في " أربع " أي أربعة .
ويمكن تفسير الظاهرة بتقارب مخرج العين من الهمزة، وشدة النطق بها عند بعض القبائل، والرغبة في إظهارها.
6- الفحفحة :
في اللغة: الكلام، والنفخ ، وتردد الصوت في الحلق. وفي الاصطلاح: جعل الحاء عينًا. وينسبها (السيوطي) لهذيل، وقد جاء في اللسان أن هذيلاً وثقيفًا تقولان " عتى " في " حتى " وأن ابن مسعود ( الهذلي ) قرأ : " عتى حين ".
ولسنا ندري على أي شيء اعتمد (السيوطي) إذ قال: إن هذيلاً تجعل الحاء عينًا. فلم يرد أن (ابن مسعود) أبدل الحاء في " حين " كما لم يرد عنه مثل هذا الإبدال إلا في موضع آخر من قراءاته هو " وطلع منضود " في " وطلح منضود "، ومن الغريب أن (ابن هشام) يروي في المغني أن (ابن مسعود) قرأ: " نَحَمْ " في " نَعَمْ " مما يتناقض مع القول بقلب هذيل للحاء عينًا .
وقد أورد اللسان في مواضع متفرقة كلمات عديدة بلغة هذيل اشتمل بعضها على صوت الحاء في أول الكلمة وفي وسطها وفي آخرهـا دون قلبها عينًـا مثل : الحَمْز: التحديد، والضحضاح: الكثير، والصريح: الخالص، وغيرها.
ويبدو أننا – فيما يتعلق بهذيل – بصدد ظاهرة صوتية فردية هي استخدام "عتى" بدلاً من " حتى "، وليس ذلك عسير الفهم، فاللغات السامية الأخرى، ولهجات الجنوب العربية تستخدم العين والدال في مقابل الحاء والتاء في الكلمات المقابلة لحتى فيها.
أما ما روي من قراءة ابن مسعود : " بحثر ما في القبور " في " بعثر ما في القبور"، وقول تميم " مَحهم " في " معهم "، و " أحهد " في " أعهد " فمرجع ذلك إلى التأثير الصوتي لمجاورة صوت العين المجهورة وهي ساكنة لصوت التاء والحاء المهموستين.
وقد أورد اللسان كلمات تشتمل على صوت الحاء، ثم ذكر في كل منها لغة غير منسوبة وردت بصوت العين،كما أورد كلمات أخرى كان الأمر فيها بالعكس، أي وردت أصلاً بصوت العين ثم ذكر فيها لغة غير منسوبة بصوت الحاء.
فمن النوع الأول: " القلعم ": الشيخ المسن، مثل " القلحم "، والحاء أصوب، " والعَبَكة " قول في " الحبكة " وهي الحبَّة من السويق .
ومن النوع الثاني: " الطلح " لغة في " الطلع "، و " ومتح " النهار لغة في " متع "، إذا ارتفع .
وتقترح اللجنة أن يطلق مصطلح الفحفحة على النطق المرجوح بالعين بدلاً من الحاء، في الحالات التي يتبادل فيها الموضع ذاته صوتا الحاء والعين من الكلمة، نتيجة لاختلاف اللهجات مثل " القَلْعمَ " لغة في " القلْحَم " وألا يضاف ذلك إلى هذيل(1).
7- المعاقبة (*):
1- في المعاجم: عاقبته في الراحلة؛ إذا ركبت أنت مرة وركب هو مرة، وهما يتعاقبان كالليل والنهار، ونخل معاقبة؛ تحمل عامًا وتخلف آخر .
والتعاقب والاعتقاب: التداول. وهما يتعاقبان ويعتقبان، أي : إذا جاء هذا ذهب هذا . وأعقبت الرجل وعاقبته في الراحلة؛ إذا ركب عُقْبة وركبتَ عقبة، مثل المعاقبة.
والمعاقبة في الزحاف: أن تحذف حرفًا لثبات حرف كأن تحذف الياء من مفاعيلن وتبقي النون، أو تحذف النون وتبقي الياء.
2- والعرب تُعقب بين الفاء والثاء وغيرها وتعاقب مثل: جدث وجدف، ولقد شاع الإبدال على أنه: القلب والمضارعة والتعاقب والمعاقبة والاعتقاب والنظائر.
ــــــــــــــــ
() وردت العبارة :" كما تقترح إيجاد مصطلح آخر للحالات المقابلة هو " العفعفة " ويطلق على النطق المرجوح بالحاء بدلاً من العين في مثل الأحوال السابقة نحو " متح " لغة في " متع " في المذكرة المقدمة إلى مجلس المجمع في الدورة الحادية والأربعين – الجلسة الثلاثون.
(*) بدءًا من هذا المصطلح وحتى المصطلح العاشر، قدّمها عن طريق اللجنة الدكتور أحمد علم الدين الجندي ( خبير بلجنة اللهجات ).
لكن مصطلح ( المعاقبة ) ذاع وشاع فيما كان بين الواو والياء وأدلة ذلك:
( أ ) أوبة وأيبة على ( المعاقبة )، اللسان 1/211 .
( ب ) وفي اللسان 2/325 يذكر قول الشاعر: ( جَاوتَهَا فَهاجَهَا جُواتُه ) ويروي بعضهم: جايتهـا، وهذا إنما على المعاقبة الحجازية كالصياغ في الصواغ، والمياثق " فهما جها جواته " إلى الأصل الذي هو الواو.
(ج) روى الأصمعي: سألت المفضل عن قول الأعشى:
لعمري لمن أمْسى من القوم شاخصًا لقد نال خيصًا من عفيرة خائصا
فقلت ما معنى خيصًا خائصًا؟ فقال: أراه من قولهم: فلان يخوص العطاء في بني فلان؛ أي يقلِّله، فكأن خيصًا شيء يسير، ثم بالغ بقوله: خائصًا. قلت له: فكان يجب أن يقول: لقد نال خوصًا، إذ هو من قولهم: هو يخوص العطاء. فقال: هو على (المعاقبة)، وهي لغة لأهل الحجاز ( المخصص سفر 14 ص 19 ).
وأنشد أبو علي:
ليث عليه من البردي هبريه كالمزبراني عيار بأوصال
ويروى: عيال وعوال . فأما عوال فمن عال عولاً، وأما عيال فلا أعرف ما هي؛ إلا أن يكون على ( المعاقبة ) التي بين الياء والواو بغير علة وهي حجازية. ( المخصص سفر 8 ص 62 ).
ومما سبق نرى أن المعاقبة اصطلاح للتحول من الواو إلى الياء على الوجه الذي سبق.
كما أن لهجة الحجاز آثرت الصيغة البائية، يؤكد ذلك:
1- أهل الحجاز يسمون: الصواغ –الصياغ، ويقولون: الصيام للصوام ومثله كثير. (اللسان 8/300). كما عزا الفراء الصيغة اليائية للحجاز ( معاني القرآن للفراء 1/190 ) كذلك عزاها ابن جني في محتسبه (1 – 175 بالتيمورية دار الكتب)، وابن خالويه في شواذ اللغة ( ص 19 ) .
كذلك نرى أن الصيغة الواوية هي الأصل لما ورد في اللسان 19/ 38 وتثنية الرضا رضوان ورضيان الأولى على الأصل والأخرى على المعاقبة. وانظر اللسان لتأكيد هذا الأصل 2/325، وإنما كانت الواو هي الأصل كما رجح لكثرة استعمال الصيغ الواوية كما أن اشتقاق الصيغ جاء منها، وإنما تحولت الواو إلى الياء؛ لأن الياء أخف من الواو، والضم وهو الواو الصغيرة – كما يرى علماء العربية – يحتاج إلى جهد عضلي أكثر؛ لأنه يتكون بتحرك أقصى اللسان، على حين يتكون الكسر بتحريك أدنى اللسان، وتحرك أدنى اللسان أيسر من تحرك أقصاه، ولهذا مالت الحجاز - وهي بيئة متحضرة - إلى الكسر، والكسرة رمز المؤنث، وهي – كما يقول علماء العربية – الياء الصغيرة. ومن هذا المنطق نرى أن البيئات المتحضرة شاركت الحجاز في الياء وأدلة ذلك:
1- حكى الفراء عن بعض بني كلب ( عنيان الكتاب ) في ( عنوانه وعلوانه) ( إبدال ابن السكيت ص 8 ).
2- شذ في تثنية الممدود خمسة أشياء منها ( حمرايان ) وحكى بعضهم أنها لغة فزارة. ( الأشموني 4/114 ) . وقياسها ( حمراوان ).
3- وفي اللسان 1/13 عن أبي زيد: " سمعت بعض فزارة يقول: هما كسايان وخبايان وقضايان فيحول الواو إلى الياء " وقد حكم النحاة بشذوذ لهجة فزارة ( التصريح 2/295 ) والكوفيون قاسوا عليها ( الهمع 1/44 ) ومنع ذلك غيرهم.
4- وفي الغريب المصنف مخطوط بدار الكتب رقم 121 ورقة 502 " أن الكسائي سأل بني سليم عن ( نما ينمو ) فلم يعرفوه بالواو " ومعنى هذا أنهم عرفوه بالياء.
فالقبائل السابقة سارت مع الحجاز في إيثار الياء، فما العلاقة بينها وبين الحجاز؟ وأعلل لذلك فيما يلي:
* تأثر بني كلب بالحجاز لأنهم عاشوا على الطريق الذي كان يسلكه الحجازيون في تجارتهم على حدود الشام، وأما فزارة فقد كانت بطونها تسكن منطقة الحجاز، وأما سليم فكانت على صلة وثيقة بقريش ( تاريخ العرب قبل الإسلام، د.جواد علي 4/176) كما أرجح أن البيئات البدوية آثرت الواو، وأدلتي على ذلك:
1- ما ورد في مجالس ثعلب:
تحن إلى الفردوس والشير دونها وأيهات عن أوطانها حوث صلت
قال أبو العباس: هذه لغته، وهو رجل من طيئ.
2- وقال عياض بن أم درة :
حمى لاَ يُحلّ الدهرَ إلا بإذننا ولا نسأل الأقوام عهد المواثق
( نوادر أبي زيد 64 – 65 ) ورواه ثعلب: " عقد المياثق " .
3- حكي عن طيئ: أنهم يقولون: أونق. وغيرهم: أينق (إصلاح المنطق 144).
4- ويروى عن أهل نجد قولهم: لهوت عنه ألهو ، وغيرهم : لهيت .
(نوادر أبي زيد 89 ).
5- وحكى ابن سيده عن العرب يقولون: ما أعبج من كلامه بشيء، أي: ما أعبأ به: وبنو أسد يقولون: ما أعوج. ( المخصص 14/21 ) .
6- وروى ابن السكيت: عزيته إلى أبيه، وبنو أسد يقولون: عزوته إلى أبيه. ( المخصص 14/23 )
7- وروي عن تميم أنهم يقولون:
( أ ) القنوة، وقلنسوة. مقابل الحجاز حيث تقول: القنية، قلنسية. ( المزهر 2/276 ).
(ب) قنوت ، وقنيت بالياء للحجاز. المرجع السابق .
(ج) ما جاء عن ابن السكيت من قوله: " يقال فلان ذو دغوات ودغيات "، ولم يسمع دغيات إلا في بيت رؤبة فإنهم زعموا أنه قال: " نحن نقول: دغية، وغيرنا يقول: دغوة " وأنشد: ( ذا دغيات قلب الأخلاق ) ( المزهر 1/254 ) والمعنى: ذو أخلاق رديئة متلونة، ورؤبة هذا من تميم وآثر الياء على الواو، ولكني رجعت إلى مصادر أخرى لتأكيد ما جاء عن ابن السكيت أو تفنيده، فوجدت الشاهد السابق بالواو ( في إبدال أبي الطيب 2/519 )، وكذلك ( في اللسان 18/288 )، وما لي أذهب بعيدًا فقد وردت بالواو في ديوان رؤبة ص 180، وهذا يقوي اتجاهنا، ثم إن قول ابن السكيت السابق حاليًّا رواية الياء لرؤبة تجعلنا نقف موقف الشك منها لقوله " فإنهم زعموا " فكأن برواية الياء لم تفارق منطقة الزعم والظن، والظن لا يغني من الحق شيئًا .
وهناك بعض القضايا التي لابد أن نوضح وجهة نظرنا فيها وهي :
أولاً: هل المعاقبة تكون بين قبيلتين مختلفتين، كما سبق بين الحجاز وتميم وغيرهما؟
وأرجح أنه يمكن ذلك كما سبقت الإشارة إليه، ويمكن أيضًا أن تقع المعاقبة عند قبيلة واحدة ، ويؤكد ذلك ما ورد في المخصص 14/22 من قول أبي صخر:
فَإنْ يَعْذرِ القْلبُ العَشِيَّة في الصِّبا فُؤَادَك لا يَعْذرِك فيه الأقَاوِمُ
وقد روي ( الأقايم ) يريد القوم، وبما أن صخرًا هذا من هذيل، وهذيل تقع في منطقة الحجاز، فعليها أن تقول حسب ما رأيناه (الأقايم) إلا أنها وردت بالياء مرة، والواو أخرى، ولذا أرجح أن هذيلاً وإن كانت تسكن منطقة الحجاز المتحضرة، إلا أن جزءًا منها كان متبدِّيًا يعيش على قنن الجبال يثير الرعب والفزع، وينهب القوافل، وتاريخ العرب حافل بالصعاليك والعدائين منهم، فهو مجتمع شاذ، والشذوذ الطبيعي يتبعه شذوذ لغوي ، ولهذا رأينا فيهم الظاهرة اللغوية وعكسها لذلك؛ لهذا رجحنا أن الصيغة الواوية للبدو منهم ، واليائية للحضر، فالواو أصل ، والياء تطور منها .
وعلى تلك النظرة يمكن أن نحل كثيرًا من الروايات المختلفة المنسوبة إلى قبيل بعينه.
ثانيًا: نرى في المعاقبة وحدة الصيغتين في المعنى كما سبق، فما اختلفت فيه الدلالة بين الصيغتين لا يكون من المعاقبة في شيء، كقولهم: الكور: المبني من طين، والكير: الزق الذي ينفخ فيه. وقولهم: قلوت وقليت: يقال نَقْلِى البسر والبر، وكل شيء يقلى بالواو والياء، ولا يكون في البغض إلا قليت. ( المزهر 2/ 277، إصلاح المنطق 139) .
ثالثًا: أن التحول من الواو في المعاقبة يكون لغير علة، يقول ابن سيده: فأما ما دخلت فيه الواو على الياء ، والياء على الواو لعلة فلا حاجة بنا إلى ذكره في هذا الكتاب لأنه قانون من قوانين التصريف ( المخصص 14/19 )، ويقول ابن جني: " وليس هناك علة تضطر إلى إبدالهما أكثر من الاستخفاف مجردًا، هو المعتد غير المستنكر، المعول عليه المحتج به، فلذلك اعتمدناه .. إذ كان تلعبًا بالحرف من غير قوة سبب ولا وجوب علة ... " ( الخصائص 463 ط الهلال ).
رابعًا: أن المعاقبة ليست بلازمة في لهجات الحجاز، ومن سار سيرها، وإلا لخلت من منطقهم الواوات. فالمعاقبة ليست بمطردة في كلامهم. هذا، وأحب أن أشير إلى أن بين صوتي الواو والياء مشابهة منها :
( أ ) أن كلاًّ من الواو والياء من أصوات اللين الضيِّقة .
(ب) الواو أخت الياء، والضم أخو الكسر، والدليل على ذلك أنهما يجتمعان في الردف في القصيدة الواحدة.
(ج) كثرة شيوعهما في النسيج العربي. ونظرية الشيوع تنادي بأن الأصوات التي يشيع تداولها في الاستعمال تكون أكثر تعرضًا للتطور من غيرها؛ ولهذا وقع بينها التعاقب وتطورت الواو إلى الياء في:
القرآن الكريم:
1- ] لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا [ ( نوح 26 ) – وهو: دوار من دار يدور: فأقرت الياء بالمصحف على لهجة الحجاز .
2- ] جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا [ ( المائدة 97 )
والأصل: قوامًا، وبها قرأ بعضهم. ( تفسير الطبري 11/91 ط دار المعارف ).
وفي العاميات:
تقول العامة للذي يستصبح به على أبواب الملوك : منيار بالياء والصواب منوار، لأنه مأخوذ من: النور أو من النار، وكلاهما من الواو ، ولو بنيت مفعالاً من النول والقول لقلت: منوال ومقوال بالواو، ولم تقله بالياء ( تكملة إصلاح ما تغلط فيه العامة للجواليقي33 ) ويلاحظ على هذا النص تحامل الجواليقي على الصيغة المتطورة، وهي الياء، وهذا يشبه موقف النحاة حين حكموا على أمثالها() بالشذوذ. وإنما كان التطور إلى صيغة الياء لأنهـا أخف من الـواو، ومظهر من مظاهر التحضر والرقة في
معظم البيئات اللغوية، بعكس الواو التي تصور مظهرًا من مظاهر الخشونة البدوية .
وفي الساميات :
وكما وقعت المعاقبة في العربية ولهجاتها حدثت كذلك في أخواتها، فقد حدث ذلك في الآرامية، كما وجدت في النقوش اليمنية، فكلمة: قول؛ تقابل الكلمة العربية: قَيْل ().
8- الغمغمة:
1- ترى المعاجم أن الغمغمة مثل الهمهمة: كلام لا تفهمه (الجمهرة 1/161).
وأنها من: غم الشيء: إذا غطَّاه .. ومن المجاز: سحاب أغمّ : لا فرجة فيه. والغمغمة قد تكون من الكلام وغيره ؛ لأنها صوت لا يفهم تقطيع حروفها. ( العقد الفريد 1/294 ) . ويرى البغدادي أنها : " قد تكون من الكلام وغيره؛ لأنها صوت لا يفهم تقطيع حروفه " . ( خزانة الأدب 4/596 ) . ثم يقول : والغمغمة ألا يتبين الكلام، وأصله أصوات الثيران عند الذعر وأصوات الأبطال عند القتال .
( وفي الجمهرة 3/457 ) أن الغمغمة: صفة للقسي إذا كانت هتوفًا – أي أن صوتها يطيف بالقوس فيكون له رنة .
وإذا ذهبنا لبحث: الغمغمة، وجدنا لها نفس المعنى، يقول ابن دريد في 1/161: مغمغ كلامه؛ إذا لم يبنه .
ويفهم من المعنى المعجمي أنك تسمع الصوت، ولكن تخفي فيه مقاطع الحروف وبيان أجزائها، وتميز كلماتها، لسرعة النطق، ولهذا يقال لأصوات الأبطال والثيران عند الذعر: غماغم ( شرح الدرة 235 ) .
والمعنى الجامع لما سبق هو: الاختلاط وعدم التميز والإفصاح في نطق الكلام فلا يفهم السامع المراد، وحينئذ تكون أشبه شيء: باللفف، وهو: إدخال حرف في حرف ( العقد الفريد: 2/296 وانظر التذكرة الحمدونية ).
وهذا الخفاء في النطق سببه الحيف على الصوت ، وظاهرة الحيف والحذف معروفة في بعض اللغات السامية التي عاشت في منطقة الشمال الغربي في عصور قديمة.
وقبيلة قضاعة لها صلة بالسامية الشمالية؛ إذ كانت تعيش في المنطقة التي وجدت فيها النقوش: اللحيانية والثمودية والصفوية والتي يُطلق عليها ( العربية الأولى ) أو ( الطفولة العربية Proto Arabic ) .
فظاهرة الغمغمة نقلتها قضاعة عن بقايا اللغات السامية القديمة، يؤكد ذلك أن اسم الغمغمة نفسه ورد في العبرية .
1- ( المشنا ) ومعناها : قرأ بسرعة دون إيضاح للأصوات .
2- وقد اختلف العلماء في نسبة هذه الظاهرة فالأكثرون على أنها لقضاعة (الكامل للمبرد 1/370، الفائق للزمخشري 2/458، المفصل 333، وشرحه 9/48، والدرة 114، وشرح السيرافي 5/468 مخطوط بالتيمورية). وينفرد تاج العروس بنسبتها إلى قريش لا قضاعة (9/6) وهي رواية ضعيفة في زعمنا؛ لأن قريشًا كانت تجتبي أفضل لغات العرب، وأنها أعرب القبائل لسانًا، وأصفاها لغة.
والعجيب أن العلماء بعد الاستقصاء والبحث لم يذكروا شاهدًا يوضح هذا، وربما يرجع سبب ذلك إلى أن الغمغمة من الصفات التي لم تستحسنها الفصحى، بل خلعت عليها صفات تنطوي على الذم؛ لأن أصحابها عاشوا على أطراف شبه الجزيرة فلم يأخذوا بها في الاحتجاج .
3- أما آثار الغمغمة في لهجاتنا المعاصرة فيظهر في :
( أ ) لهجات اليمن: الحديثة فيقولون: أبزايد، أبسلطان. وربما كان معناها: ابن زايد، ابن سلطان. يؤكد ذلك أن الهمذاني ت 334 هـ يصف بعض أهل اليمن أنهم " يجرون في كلامهم ويحذفون " صفة جزيرة العرب 134. تحقيق ابن بليهد النجدي.
(ب) وفي لهجات السودان ( عِنْ سوادَ الليل ) أي: عند .
(ج) وفي مصر، في إقليم الشرقية في قريتي: تلِّ رُوزنَ وميتْ حَمَل .
(مميزات لغات العرب 35 حفني ناصف) .
ولكن ما العلاقة بين قضاعة وهذه الأقطار العربية التي ظهرت فيها الغمغمة؟
أما اليمن: فقضاعة يمنية الأصل ثم نزحت إلى الشمال .
أما السودان ومصر: فجزء كبير من قضاعة قد تفرق في القطرين الشقيقين؛ يقول المقريزي: وبلى ( وهي من قضاعة ) قبيلة عظيمة فيها بطون كثيرة، وكانت بالشام فنادى رجل من بلى بالشام ياآل قضاعة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، رضي اللـه عنه، فكتب إلى عامل الشام أن يسير ثلث قضاعة إلى مصر فنظروا، فإذا بلى ثلث قضاعة فسيروا إلى مصر (البيان والإعراب 29) وبلى هذه سكنت الصحراء الشرقية، كما أن قبائل عدة من جهينة ( وهي فرع من قضاعة ) سكنت الشرقية ومركز فاقوس، حيث بها إلى الآن قرية قديمة تسمى " دوار جهينة " وهذا يشير إلى أن الغمغمة في بعض قرى مديرية الشرقية موروثة عن قضاعة اليمنية، وهذا يقوي العلاقة اللهجية بين السالفين والخالفين. وهذا على الرغم من أن نقلة العربية لم ينقلوا لنا الهيئات التي كان عليها نطق العرب، ولم يضعوا لها في الكتابة إشارات تدل عليها .
9- قُطْعَة طيِّئ:
1- أقدم إشارة لقُطْعَة طيِّئ ما ورد في معجم العين للخليل بن أحمد ( 61 ط بغداد ، 1/156 تحقيق د. عبد الله درويش ) ومثل لها بقولهم: يا أبا الحكا وهو يريد " يا أبا الحكم " فيقطع كلامه عن إبانة بقية الكلمة، ويظهر أن المعاجم التي جاءت بعد الخليل لم تزد شيئًا عن ذلك.
1- ففي القاموس وشرحه: والقطعة أيضًا لثغة في بني طيِّئ كالعنعنة في تميم وهي أن يقول: يا أبا الحكا – يريد: يا أبا الحكم أ هـ .
2- وفي اللسان كما في القاموس ( 10/159 ) .
3- وفي شفاء العليل ص 181 نفس الشيء .
ولا نرى ما ذهب إليه القاموس من أنها لثغة ، بل هي لهجة التزمتها القبيلة ؛ لذلك لا نرى ما ذهب إليه في تشبيه ( القُطْعَة في طيئ ) بالعنعنة في تميم ، إذ إن كلاًّ منهما مختلف عن الآخر، إلا إذا أراد بذلك ( شيوع ) كل منهما في بيئتهما .
2- إن المعاجم لم تذكر لقطعة طيئ إلا المثال السابق المختوم بالميم، فهل معنى هذا أن طيئًا كانت تقطع الميم وحدها كما في " يا أبا الحكم " ؟ أو أنها كانت تقتطع الحرف الأخير أيًّا كان؟ وشبهة أخرى وهي: هل كانت هذه القُطْعَة أو هذا الحذف في طيئ وحدها، أم شاركتها قبائل أخرى غيرها؟ وهل هذا الحذف خاص بالترخيم؟
ومعروف أن آخر الكلمة محط للتغيير، ولهذا يتضاءل جرس الصوت شيئًا فشيئًا حتى يفنى ويكون عرضة للسقوط، فطيئ كانت تميل إلى الحيف على آخر الكلمة؛ لأنها من القبائل البدوية تلك التي تميل إلى السرعة فتسقط الأصوات تحت هذه العجلة، وليس الأمر خاصًّا بالميم كما نصت المعاجم على ذلك.
ولعل الراوي صادف سماع هذا النص الذي به الميم فقط ، أو لعل الميم كانت أكثر حذفًا من غيرها، ويمكن أن يعلل لحذف الميم بأنها من أكثر الأصوات شيوعًا في العربية، والشيء كلما شاع وتداول كان عرضة للحذف .
ومالنا نذهب بعيدًا وقبيلة ( شمر ) العربية، وهي تسكن أرض طيئ اليوم لا تكاد تنطق بالأصوات الآتية إذا وقعت في آخر الكلمات وهي: ل ، م ، ن ، ت ، ي، ر . فالميم التي جاءت في المعاجم العربية أيدها الواقع المعاصر .
وأيدها الواقع المعاصر مرة أخرى، وذلك أن طيئًا من الوجهة العرقية يمنية الأصل، ثم هاجرت بعد ذلك إلى الشمال في ضواحي نجد. ولهجة اليمن الحديثة تحذف الأصوات ( م ، ن ، ل ) إذا وقعت متطرفة، وتلك سمات مشتركة بين طيئ وبين موطنها الأصلي.
وليس هذا فحسب ولكن أثر القطعة الطائية يظهر في أماكن أخرى شاسعة متناثرة من ذلك:
( أ ) أنها ظهرت في السودان حيث خفت النون في قولهم في الشعر الشعبي: بالتعرفو الدركا ( ن )()، يا قمريت اللبخ () والبا ( ن ) .
وفي مديرية ( بربر ) يقولون: أعطيته الكتا، وسمعت الكلا. يريدون الكتاب والكلام.
(ب) في لهجات المغرب والأندلس يقولون: النَّسْرى (النَّسرين)، وهي الريحانة المعروفة، والجَنِي ( الجَنِين ) ( الجمانة ص 32 ، 34 ).
(ج) وفي بلاد مصر: كالمحلة الكبرى وما حولها، وجزيرة بني نصر، وأبيار، وكثير من مديريتي البحيرة، وبني سويف يقولون: النهار طلا والنور ظها والنار خمدت (مميزات لغات العرب ص 29)، ويقولون: يا وا ياحم هات القلة وحطها جن ( يا ولد يا أحمد هات القلة وحطها جنبي ) ( مجلة المجمع العلمي المصري للثقافة ص 109/ 1935 جورج صبحي ).
(د) وفي جبل لبنان في قرية ( نيعا الشوق ) يقولون: ( أبو حسا ) في: ( أبو حسن ) ( مجلة المقتطف ص 323 مارس 1932 ).
وإذا كانت (القُطْعَة) في مديرية البحيرة فلا نعجب؛ لأن طيئًا لما خرجت من ديارها أخذت تنتقل شمالاً حتى هبطت، ونزلت مديرية البحيرة ( معجم كحالة 2 -690 ) .
3- والقُطْعَة في طيئ تشارك الترخيم في أنها حذف آخر الكلمة، إلا أن الحذف في الترخيم وارد على آخر الاسم المنادى، وهنا وارد على كل كلمة حرفًا كانت أو فعلاً، أو اسمًا منادى أو غير منادى.
4- كان لطيئ مكانة كبيرة في العربية الشمالية بدليل إطلاق اسمها عند بعض قدامى المؤرخين، وعند الفرس والسريان وعند يهود بابل على جميع العرب، حتى إن ظواهرها اللهجية غزت الفصحى، ووجدنا صداها في النحو العربي في باب ( الترخيم ) وفي القراءات القرآنية والمعاجم العربية وإليك نماذج منها:
(1) قوله تعالى: ] ونادوا يا مال ليقض علينا ربك [ أي: مالك .
(2) في قراءة الكسائي: " وأكل أزمان الهزال والسِّني " ( أي : السنين )(*) .
(3) "وحاتم الطائي وهاب المِئِي" أي المئين من قول المرأة تمدح أخوالها في طيئ.
(4) " في لجة أمسك فلانًا عن فُلِ " أي عن: فلان.
(5) " خذوا حذركم يا آل عكرم واحفظوا " أي: عكرمة، فرخم من غير النداء ( الشنتمري على سيبويه 1-343 ).
(6) ( ** )" وأوضحت منه تاسعة أماما " أي " أمامة " فرخم في غير النداء وهو من قبل جرير ديوانه 234 .
(7) "درس المنا بمتالع فأبان" المنازل (الهمع 2- 156،الدرر اللوامع2- 208).
(8) " أو ألفا مئة من ورق الحمى " الحمام ( الهمع 2-157، الدرر اللوامع 2- 218) .
(9) " ليس حي على المنون بخال " بخالد ( شرح السيرافي 1- 255 تيمور ).
(10) مقدم بسبا الفتان ملثوم أي "سباسب" (شرح السيرافي:تيمور1- 255).
وبعض هذه الشواهد، وإن ذكر في كتب الضرورة، إلا أن الضرورة في كثير من الأحيان تعكس لهجة عربية ووجهة نظر، كما قد تعكس خطأ في الرواية .
(11) كيف الأخوه والأخواه وكيف البنون والبناه ( التصريح 2- 343، شرح المفصل 10 – 45).
(12) قرأ الكسائي والبري: هيهاه – هيهاه ( المؤمنون 36 ) ( مختصر شواذ القرآن لابن خالويه 98 ) وعزاها الأشموني لطيئ 4- 214.
5- وإن نظرة واحدة في معاجم اللغة لترى القطعة تتناثر في حباتها مما يدل على انتشارها أيضًا فمن ذلك:
- احتسب واحتسي بمعنى: اختبر. - الحصى والحصب
- والشجى والشجن: وهو الحزن. - وكظب وكظا: بمعنى اكتنـز لحمًا.
( سر الليالي 27 )
- أقهم عن الطعان وأقهى أي " أمسك " ( اللسان 15- 397 )
6- حذف أحد المثلين:
(أ) خلا أن العناق من المطايا أحس به فهن إليه شوس
الخصائص 2/438 والأصل: أحسن: والبيت لأبي زبيد الطائي.
(ب) عوى ثم نادى هل أحستُمْ قلائصا وسمن على الأفخاذ بالأمس أربعا
(مجالس ثعلب 2/605) والأصل: أحسستم. والشاهد لابن عنان الطائي وهو بدوي.
(ج) " ينحطن من الجبل " لأعرابي من بني نمير ، ( اللسان 6/394) .
( وفي التصريح 2/497 ): ظلت ومست وأحست لغة سليم ونمير " ترجع إلى قيس ".
وسليم كذلك وبعض بطون سليم كان ينـزل مع طيئ. يقول الهمذاني (صفة الجزيرة 131 ط. ليدن) فمن وادي القرى إلى خيبر إلى شرقي المدينة إلى حد الجبلين إلى ما ينتهي إلى الحرة – ديار سليم – لا يخلطهم الأصرم من الأنصار سيارة، وقد يخالون طيِّئًا هي التي نشرت الظاهرة فيما حولها .
وقول عربي عرقب ناقته لضيف فقيل له: هلا فصدتها وأطعمته دمها مشويًّا فقال، هذا فصدي أنه ( ابن يعيش 3/94 ) يريد ( أنا ) وفي شرح الشافية 2/294 فما بعدها أن هذا العربي حاتم طيئ .
7- حذف ألف الغائبة في الوقف :
( أ ) قول عامر الطائي :
فلم أر مثلها خباسة واجد ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله
والأصل : أصلها ( أي الخصلة ) وقد عزيت لطيئ في الجمهرة 1/234 والأشموني 4/205 والدرر 2/131 .
وقرأ علي وعروة ] ونادى نوح ابنه [ أي: ابنها : والمعنى " ابن امرأته " ( البحر5 – 226، المحتسب 1/322 ط المجلس الأعلى ) .
(ب) وقولهم " والكرامة ذات أكرمكم الله به " والأصل: بها، فحذفت الألف وسكنت الهاء بعد نقل حركتها للباء ( الهمع 2/206، وعزيت لطيئ . الجمهرة 1/234 ،والأشموني 4/205 ).
وبعد ما سقناه من أثر لهجة طيئ في تراثنا العربي، والعاميات المعاصرة في أرجاء الوطن العربي يحق لنا أن نعترف بصدق مقولة الزمخشري " إن طيئًا لا تأخذ من لغة، ويؤدى من لغاتها " الفائق 3/91 .
ويؤنسنا فيما سقنا ، أن ( القُطْعَة ) تركن من الفصحى إلى ركن أصيل، وسند قويم .
10- تَضَجُّعُ قَيْس:
1- نسبت ظاهرة التضجع في قبيلة قيس:
(أ) في خزانة البغدادي 4/596 بولاق: " ورأيت في أمالي ثعلب: ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس ... " ولم يفسر التضجع .
(ب) ووجدت النص السابق في مجالس ثعلب 1 : 100 تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون ، وانظر تضجع قيس في: المزهر 1/210 ولم يفسره أيضًا .
2- وفي كتاب العين للخليل 1/243 تحقيق د. عبد الله درويش " كل شيء خفضته فقد أضجعته " ثم يقول: " والإضجاع في القوافي أن يميلها ".
وفي القاموس: " والإضجاع في القوافي كالإكفاء أو كالإقواء، وفي الحركات كالإمالة (الخفض) . أ هـ " .
وفي شرح القاموس : يقال : أضجع الحرف أي : أماله إلى الكسر . أ هـ .
وفي اللسان (ضجع) 10/87 " وضجعت الشمس وضجَّعت.. مالت للمغيب " " ويقال: أراك ضاجعًا إلى فلان أي: مائلاً إليه … " " ورجل أضجع الثنايا – مائلها ". " ودلو ضاجعة: هي الملأى التي تميل في ارتفاعها من البئر لثقلها " " والإضجاع في باب الحركات مثل الإمالة والخفض " أ هـ اللسان من المادة السابقة في أماكن متفرقة. فالمادة السابقة تؤكد أن التضجع هو الإمالة في اللغة ، وفي الاصطلاح كذلك لما جاء في النص السابق من قولهم : " والإضجاع في باب الحركات مثل الإمالة والخفض ".
ونعرض الآن بعض النصوص التي تؤكد أن قبيلة قيس من القبائل المميلة:
1- " العرب مختلفون في ذلك فمنهم من أمال وهم : تميم وأسد وقيس وعامة أهل نجد " ( الهمع 2/204 السعادة ) .
2- " الفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وقيس وأسد" ( إبراز المعاني 152 ط الحلبي) .
3- وابن الجزري في النشر 2 – 30 يدخل قيسًا في القبائل المميلة .
( أشرف على مراجعته الشيخ الضباع . ط مصطفى محمد ).
4- وفي الأشموني ، وشرح التصريح للشيخ خالد الأزهري 2- 347 دار إحياء الكتب العربية يقول :" وأما أصحابها ( أي الإمالة ) فتميم وقيس وأسد وعامة نجد " وكذلك كتب علوم القرآن تدخل قيسًا في القبائل المميلة؛ لهذا لا نوافق المستشرق رابين في كتابه Ancient West Arabian-P.104 ) ) حين زعم أن التضجع هو الكسل في النطق، وأنه أشبه بالعجعجة والغمغمة .
وفي حاشية الصبان على الأشموني 4- 220 ط عيسى الحلبي " وتسمى ( الإمالة ) الكسر والبطح والإضجاع، وتسمى الكسر، لما فيها من الإمالة إلى الكسر . والبطح، لما فيها من بطح الفتحة إلى الكسر، أي : إمالتها إليه، وأصل بطح الشيء إلقاؤه ورميه، ويلزمه إمالته ".
وتسمية الإمالة بالكسر، يوضحه ما ورد في شرح المفصل لابن يعيش 9/54: " وعامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس يسرون إلى الكسر" فالكسر في هذا النص معناه الإمالة.
3- والتفخيم هو الأصل، والإمالة فرع عليه ( الحجة لابن خالويه ورقة 3 مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 19523 ) . وكل من أمال أو فخم له وجه في العربية لا يدفع ، وقصد لا ينكر، إذ إن كل من أمال أو فتح له سند من النقل والرواية، وقد أمال بعض القراء أفعالاً فخمها غيرهم، وحجة كل : أنه أتى باللغتين ليعلم أن القارئ بهما غير خارج عن ألفاظ العرب.
4- وإذا كان التضجع في قيس هو الإمالة كما أثبتنا، فالإمالة: تقريب الألف نحو الياء ، والفتحة التي قبلها نحو الكسرة، وهدفها كما يقول ابن يعيش: " تقريب الأصوات بعضها من بعض لضرب من التشاكل " ( شرح المفصل 9/54 ) ففي تضجع قيس تقريب الألف من الياء؛ لأن الألف من الياء، ولأن الألف تطلب من الفم إلى أعلاه، والكسرة تطلب أسفله، فتنافرا ، ولهذا جنحت الفتحة نحو الكسرة، والألف نحو الياء ، وبهذا زال الثقل ، وحل محله الانسجام والتماثل.
ومن الجدير بالذكر أن بطون قيس كانت تؤثر ( التضجع ) الإمالة. ففي ( جمال القراء ) عن صفوان بن عسال أنه سمع رسول الله ( e ) يقرأ " يا يحيى" فقيل له: يا رسول الله، تميل وليس هي لغة قريش. فقال: هي لغة الأخوال بني سعد. ( الاتفاق 1/93ط حجازي ). وبنو سعد ينتهي نسبهم إلى قيس صاحبة التضجع .
ومن القبائل المميلة ( هوازن ) وهي من قيس كذلك .
كما أن نظرة واحدة في كتب القراءات القرآنية تريك نماذج للإمالة كثيرة، ويتردد كثيرًا اسم " الكسائي " و" حمزة " في باب الإمالة ( النشر 2/35 ، 54 ، 62، 71 ، 82، الإضاءة 38 ).
5- ولقد ربطت تلك الظاهرة بين قيس في داخل الجزيرة العربية وخارجها:
( أ ) أن قبائل ( نجد ) أصحاب إمالة ( الهمع 2- 204 )، وقيس كانت تسكن نجدًا، والوطن الشامي نزلت فيه قبائل نجدية كثيرة، يقول شكيب أرسلان: وتحار عندما ترى جميع الشام تقريبًا تلفظ بالإمالة (المقتطف: يناير ص (40) سنة 1932) .
(ب) كما نجد إمالة غامرة في الأندلس، فأهل غرناطة يقولون: كتيب بدلا من كتاب .
وفي الإحاطة لابن الخطيب 1/35، أن ( كوند ) المؤرخ الإسباني كان يكتب ( هشام ) هكذا Hixem ولا يكتبها Hixam ، وسافر شكيب إلى الأندلس مرة، وطلب قطع ورقة السفر إلى دانية " تلفظ بها بدون إمالة، فلم يفهموا ماذا يريد حتى ردّه أحدهم: هىDénia لا Dania " المقتطف يناير ص 42 فما بعدها 1932، ومعلوم أن السواد الأعظم من العرب الذين فتحوا إسبانيا كانوا من أهل الشام.
(ج) يميل البدو على ساحل مريوط إلى الإمالة. ( دراسة لغوية في لهجات البدو في مصر 328 مخطوط بمكتبة دار العلوم . د. عبد العزيز مطر ).
ويرى القلقشندي: أن هؤلاء من بني سليم، وبنو سليم من قيس، ومساكنهم ببرقة مما يلي المغرب، ومما يلي مصر ( معجم كحالة 2/543 ) ولهذا تتميز اللهجة الليبية بالإمالة، وهي أشد في " طرابلس "؛ لأن قبائل سليم أقامت في جهات طرابلس زمنًا .
(د) أما في مصر فتظهر الإمالة في مدينة بلبيس من الشرقية، وفي مديريتي المنوفية والبحيرة وبعض أجزاء الفيوم، وتعليل ذلك سهل ميسور إذا عرفنا أن بطون قيس نزلوا بلبيس كما نزلها مائة أهل بيت من قبيلة سليم التي هي بطن من قيس ( البيان والإعراب ) .
وفي صبح الأعشى 1/364 - 366 " أن لواتة وهم من قيس لهم بمصر بطون كثيرة … وبالمنوفية منهم بنو يحيى ، والسوَّه … ومنهم جماعة بالبحيرة، وجماعة بالمنوفية" .
ويرى د. عبد المجيد عابدين في كتابه: "من أصول اللهجات العربية في السودان" ( ص 64 ) أن أغلب الظن في الإمالة التي اشتهرت بها معظم اللهجات العربية التي انتشرت في أقطار البحر الأبيض المتوسط قديمًا وحديثًا، إنما ترجع إلى ترادف الهجرات اليمنية والقيسية على هذه الأقطار مع تعاقب العصور .
ومن أجل ذالك احتفظت بطون قيس في المنازل الجديدة التي هاجرت إليها بعد الفتح العربي بالتضجع ( الإمالة )؛ لأن لهجاتهم الحديثة تحمل بذورًا أصيلة للهجات القبيلة ( الأم ) في الجزيرة العربية .
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المصطلح اللغوي في اللهجات العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الهقار الثقافي  :: **** فـــضــــــاء الـــــجـــــــامـــعـــــة ***** :: منتــــدى اللغــــة والأدب العـــربي-
انتقل الى: