*_*_* قبــرة الروميــة *_*_* مهم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





لا أظن أن سيلينيا اختارت موطنا ترقد فيه للأبد




لكني متأكدة أن رضى الله هو رجاء كل مؤمن ..أسأل الله أن تكون الجنة مسكنا لي و لكم جميعا







كيليو باترا !!.. ابنتها سيلينا !!..عندنا






عندنا .. أقصد بوطني الجزائر






ليست بدعة ابتدعها المؤلفون .. فعلا هي هنا عندنا ..





وبالضيط بالقرب من حجوط مدينتي بولاية تيبازة .. كيف وصلت الى هنا .. وما الذي اتى بها الينا .. وماذا فعلت ؟






الألم والفجيعة تطرق أبواب الملوك والحكام أيضا ..





فجأة ..أمها كيليوباترا الملكة المبجلة تفارق الحياة ..






تحطم العرش وهوى الملك العزيز على يد الرومان .. فما لسيلينا ان تعيش بلا تاج .. بلا حكم .. بلا صولجان الملك ..




ابنة الملكة لم تحتمل رياح الذل ولم تطق ذهاب مجدها وعزها .. ما العمل ؟ ما الحل ؟





كيف تنجو بنفسها كيف تنتقم؟ كيف تثأر لامها .. كيف تسترجع تاجها وملكها الضائع .. '' الهجرة '' نعم .. لا حل غيرها ..




ورمت
بها امواج الاقدار الى الجزائر..ووضعت قدميها على شاطئ جزائري لتطأ ارض
النجاة .. حيث كان الحب في انتظارها .. ليس وحده بل مع تاج الملك الذي
كللها به الزعيم يوبا .. يوبا العاشق الولهان ابن زعيم بربري .. جمعهما حب
ملتهب ونقمة اكثر التهابا على روما ... والتقى القلبان المتحابان الحاقدان
فقررالامبراطور اكتافيوس ان يزوجهما وان يضع يوبا على عرش نوميديا الاسم
القديم للجزائر .. وهبت رياح السعادة والمجد على سيلينا وزوجها الملك يوبا
وارادت لها الأقدار أن تسترجع الملك والتاج ولكن في أرض الجزائر التي عاشت
فيها حتى آخر أيامها .. وهي اليوم في قبر شيده لها يوبا زوجها المحب
بمنتهى البهرجة والفخامة وسمي ب''قبر الرومية" ويقال انها تسمية خطأ لان
سيلينا وقتها لم تكن تدين بالمسيحية ... يسمى هذا الضريح بضريح الملكي
الموريطاني ( مورطانيا في العصر القديم كلمة يقصد بها : المغرب الأوسط و
المغرب الأقصى)

هذا اذا اعتمدنا النظرية التاريخية التي يميل اليها أكثر الناس أما اذا اتبعنا أراء تاريخية لعدد من الباحثين في العالم




سنستمر في طرح السؤال :





متى بني " قبر الرومية " و من أمر ببنائه ؟








تعجب مهندسوا الآثار التاريخية من طريقة تشييد الضريح الملكي الموريطاني ، فرغم أن الحجارة التي بني بها ليست من النوع الجيد، و مع ذلك ، فانها نحتت نحتا فنيا دقيقا ،كانت تشد شدا و ثيقا بواسطة قطع من الرصاص بحيث أصبح الترتيب المذهل لها ظاهرا في الشكل العام رغم ضخامة المبنى مما يؤكد أنه احتاج الى يد عاملة كثيرة
العدد و ماهرة ، فلم يكن ممكنا جلبها من مناطق بعيدة و حسب سطيفان كزال ان
الضريح " بناء من الطراز الأهلي مغطى بقميص يوناني" و المقصود أن الأفارقة
هم الذين بنوا الضريح مع اضافة عناصر زخرفية يونانية .








ان أبرز جانب يتجلى للزائر هو اتسام هذا الأثر الافريقي ، الذي لا يخلو جماله عن البساطة و الروعة اضافة الى ما يحمله في أحضانه من جلال و أسرار مما يجعله من أجمل الآثار التي تركها الانسان في شمال افريقيا .

عندما نقف على صرح مثل هذا نجهش بالبكاء حسرة والما على اجدادنا المستعبيدن لبناءه
سنين طويلة من العمل الشاق نحت جلد السياط الرومية لكسر الحجر ونحته ونقله ورفعه وكل هذا الجهد الهائل من اجل دفن رفات ملكة والكثير منهم مات ودفن دفنا بسيطا
لا نبكي ابدا ملى الملكة والملك الذين تمتعوا على اراضينا ونهبوا خيراتنا وسبوا بناتنا واستعبدوا رجالنا

أجدادنا قاسوا من الرومان العذاب الأليم
لقد قدموا لعبة في ميادين الألعاب الرومية يتصارعون حتى الموت بينهم من اجل البقاء
وصارعوا الاسود الإفريقية فمنهم من تغلب عليه ومنهم من التهمه الاسد
والرومان يتفرجون وشربون وياكلون ويراهنون احيانا على جدنا واحيانا على الاسد

ولو وقف احدنا على الحفر في غيطاليا لوجد اسم جدنا البطل يوغرطة الذي القي فيها حتى مات جوعا

فلنغير مفهومنا للمعالم الاثرية التي بناها اجدادنا ونترحم عليهم ونبكي عليهم ونستوعب ما تركوا لنا من اثر على افعال الاستعمار الغاشم

فلو ان الجهد الهائل الذي اساعمل لبناء قبر حول إلى تحسين الزراعة والصناعة واحوال الناس لكان افضل لاجدادنا